معبد الاقصر
كان هذا المعبد المكرس لعباده ثالوث طيبه ( الاقصر )
آمون رع وموت وخنسو وكان يرقد تحت مدينه او قريه الاقصر حتي عام 1860 حيث تم
تنظيفه بالكامل وعندها اصبح من الممكن زيارته .
وكان هذا المعبد مرتبطا بمعبد الكرنك بالبر الشرقي من
النيل بممر يكتنفه تماثيل ابو الهول وهي تماثيل الاسود ورؤوس الملك او رؤوس الكباش
وقد اختفت هذه التماثيل تحت المدينه وقد تم في العصر الحديث استكمال الكشف عنها
وهي تمتد لمسافه حوالي ثلاثه كيلومترات حتي معبد الكرنك .
وعند النظر الي هذا المعبد يخيل الي المرشد المبتديء انه
معبد صغير وليس فيه الكثير مما يقال ولكن المرشد المتمرس قد يري الكثير والكثير من
القصص والاحداث التي يكشف عنها هذا المعبد الرائع .
فعند دخولك من المدخل المواجه للنيل وقبل النزول الي
أسفل تجد علي يمينك احد تماثيل الملك رمسيس الثاني من الجرانيت الاسود وهو ملقي
علي ظهره ومهشم تماما و تجد اثار ثقوب
مستطيله علي جسد التمثال وهنا يجدر بالمرشد المتمرس شرح اساليب وتكنولوجيا تكسير
الاحجار الجرينيتيه بعمل ثقوب مستطيله ذات اعماق واحده ومقاسات واحده وعلي خط
مستقيم ثم ادخال اخشاب منقوعه في المياه
مده كافيه في هذه الثقوب ثم تسخين الحجر فعندها ينكسر الحجر من ضغط بخار الماء
الموجود في الاخشاب .
ومن اعاجيب هذه العصور العتيقه انه كان هناك تكنولوجيا
وآلات لعمل هذه الثقوب المنتظمه المنتشره علي مسافات متباعده علي خط واحد وكل منها
له نفس عمق اخيه فكيف ياتري تم عمل ذلك واي تكنولوجيا يمتلكها المصرييون منذ آلاف
السنين لأنجاز هذه العمل .
وتنتقل من قصه تكنولوجيا تكسير هذه الاحجار الي شرح
ملابس الملك و التاج علي رأسه و غطاء الرأس اسفل التاج وتذكر ان الملك بصفته
الكاهن الاعظم للبلاد كان يحلق شعره بالكامل ولايحمل أي شعر علي جسده وهي احد
خصائص الكهنه ولذلك كان يضع علي رأسه غطاء رأس ليحمي رأسه من ثقل التاج الذي يلبسه
فوقه .
ثم تشير الي مكان التمثال الاصلي المهشم وهو يقع علي
يمين الناظر الي الصرح حيث تجد تمثال آخر من الجرانيت الوردي مشوه تماما ولكن يظهر
علي جانبه نقش للملكه نفرتاري ويظهر بين قدمي الملك نقش لذيل الثور والذي كان من
امارات الملك .
وتسير مع السياح الي داخل المعبد ( الصرح ) بين
التمثالين العملاقين اللذان يمثلان الملك رمسيس الثاني جالسا علي عرشه ويمثل علي جانبي العرش رمز لاتحاد الجنوب
والشمال حيث يقوم حابي اله النيل في الشمال وحابي اله النيل في الجنوب بعمل عقده
من نباتي البردي واللوتس علي رمز النفر الذي يمثل القصبه الهوائيه و الرئتين بما
معناه ان اتحاد الشمال والجنوب او مسأله حياه او موت لمصر ومن اصابع قدم رمسيس
المتبقيه تلمس روعه الصناعه والدقه الشديده في عمل هذا التمثال والتي تراها في كل
التماثيل حيث تري بوضوح تفاصيل اصابع القدم وعضلاتها و هيكلها العظمي .
فأذا فرغت من هذا الجزء من الشرح اتجه الي المسلتين
واشرح كيف نقلت احدي المسلتين علي يمين الداخل الي فرنسا و كذلك اشرح معني كلمه
المسله في مصر القديمه وارتباطها بعقيده الاله رع وخلق العالم من المحيط الازلي
وبدء الخلق بالهرم .
ثم تتجه بوجهك الي المعبد ثم تشير الي قصه وجود مدينه
الاقصر حتي عام 1860 فوق المعبد حيث بدء في نقل هذه المدينه من مكانها وبدء تنظيف
المعبد و اعداده للزياره ثم تشير الي مستوي ابواب مسجد ابو الحجاج فوق الجانب
الايسر من الفناء المفتوح الاول لرمسيس الثاني وتشرح ذلك وانت تدخل الي داخل
المعبد ثم تقف وتشير الي ابواب المسجد.
ثم تستطرد شارحا ان هذا زياره هذا المعبد تشبه ركوب آله
الزمن اذ يتجول الانسان بين آثار يبعد بينها وبين البعض مئات السنين ولايفرق بينها
في المكان الا امتار معدوده ثم تشير الي مقصوره حتشبسوت علي يمين الداخل بأعمدتها
الرشيقه الجرانيتيه الورديه وتذكر تاريخها خمسه عشره قرنا قبل الميلاد ثم تشير الي
اعمده رمسيس الثاني المصنوعه من الحجر الرملي بجوارها وتذكر عمرها القرن الثالث
عشر قبل الميلاد بفارق مائتين عام بين عصر حتشبسوت وعصر رمسيس الثاني .
واذا اتجهت خلف الاعمده التي علي يمين الفناء المفتوح
لرمسيس الثاني تجد نقوش رائعه تمثل مسيره الكهنه والامراء الملكيين ومعهم الثيران
السمينه ومتجهين الي نقش يمثل معبد الاقصر كما كان يظهر منذ اكثر من 3300 عام .
ثم تتجه الي الزوار وتقول لهم ان معبد الاقصر هو المكان
الوحيد في العالم الذي يحتوي علي ثلاث انواع من المباني تتبع ثلاث انواع من الديانات ولا يبعد احدها عن
الاخري الا امتار قليله ومع ذلك فالفارق الزمني كبير جدا قد يصل الي الالف عام :
1)
اعمده الفناء
المفتوح لرمسيس الثاني و وأعمده قدس الاقداس الثلاث علي يمين الداخل الي المعبد
للملكه حتشبسوت و تحتمس الثالث والتي تنتمي الي عقيده الشمس
2)
المسجد في
الاعلي علي يسار الداخل الي الفناء المفتوح لرمسيس الثاني والذي ينتمي الي آخر
الرسالات السماويه الاسلام
3)
وفي عمق
المعبد في نهايته وقبل الدخول الي قدس اقداس المعبد حيث حول الرومان جزء منه الي
معبد روماني بتغطيه النقوش الاصليه للملك امون حتب الثالث بالجبس ورسم الاباطره
المؤلهين عليها وتحويل مدخل قدس الاقداس الي محراب روماني .
تشرح ذلك وانت تتحرك الي داخل المعبد في اتجاه تمثال
رمسيس الثاني وتشير الي حقيقه يراها الزائر بعينيه الي ان التماثيل اما مشوهه
ومكسره بالكامل وفي كل الاحوال نري الكوبرا رمز الشمال منزوعه من علي رأس الفرعون
ماعدا كوبرا واحده تجلس علي رأس رمسيس وهو التمثال الوحيد في المكان شبه الكامل
حيث تم تجميع اجزاءه واعادتها الي مكانها الاصلي ولصق رأس الكوبرا الوحيده في
مكانها التي وجدت بين ملايين الاطنان من الطين والرمل والاحجار اثناء تنظيف المعبد
عام 1860.
هل ياتري نزع الكوبرا من علي رأس الملك تمثل ثوره الجنوب
علي الشمال اما ماذا ؟ هذا سؤال ليست له اجابه حتي الآن .
وهناك احد المناظر الرائعه التي يتجاهلها المرشدون في
الغالب لضيق الوقت وهي تقع خلف الاعمده علي يمين الداخل الي ساحه الفناء المفتوح
لرمسيس الثاني وتنتهي بتمثال رمسيس ذو الحيه علي رأسه وتمثل هذه النقوش طابور من
الثيران الثمينه جدا والتي يصاحبها الكهنه الي داخل المعبد ويقود هذا الركب طابور
من الامراء الملكيين وينتهي هذا الطابور برسم للمعبد كما كان مبني في القرن الثالث
عشر قبل الميلاد وهو من اقدم الرسوم علي جدران المعابد الفرعونيه التي تمثل المعبد
كاملا بمسلتيه في هذا الزمن السحيق .
انت الآن امام تمثالين لرمسيس احدهما شبه كامل علي يمينك
والاخر محطم تماما علي يسارك و لكن اذا اتجهت الي الجانب الشرقي من التمثال علي
اليسار فستجد تمثال للملكه نفرتاري لم يتحطم ويظهر جمال هذه الملكه ورشاقتها
وملابسها الرائعه وتاجها المركب من الحيات رمز الشمال وتاج امون رع ذو الريشتين
العملاقتين وتاج حتحور المكون من القرنين والدائره الرشيقه المزينه برؤس الحيات
رمز الشمال وهذا المنظر الشيك يعلن في وضوح ان مركز الموضه والجمال منذ الاف
السنين كان مقره مصر وليس اي مكان اخر علي وجه الارض .
بعد ذلك تتجه الي خلف التمثال الشبه كامل للملك رمسيس
الثاني علي يمينك وتستعرض النقوش علي ظهر العرش وتشير الي استحاله عمل هذه النقوش
الا بوسائل تكنولوجيه عاليه فما هي هذه الوسائل التكنولوجيه التي لايعرفها احد حتي
الآن ولايستطيع عملها بواسطه مانملكه من وسائل حديثه .
ثم تدخل الي رواق الاعمده للملك امن حتب الثالث ذو
الاعمده العملاقه لنبات البردي ويبدأ هذا الرواق بتماثيل لامون رع وزوجته علي
اليمين وعلي اليسار وجدير بالذكر الاشاره الي وضع يد زوجه الاله " الالهه موت
" علي كتفه حيث تحتضنه بالكامل علي ظهر التمثال علي اليمين واما التمثال علي
اليسار فهي تضع كفها علي كتفه فقط .
ولابد هنا من ان تشير عزيزي المرشد الي الرطوبه الهائله
علي الاعمده والتي سببها بقاء المياه الارضيه تحت المعبد بسبب امتلاء النهر بالماء
طول العام والذي سببه السدين في اسوان وبسبب وقوع المعبد بين النهر والمدينه بكل
مافيها من شبكات للصرف الممزقه .
ومن المؤلم انك تشاهد خلف صف الاعمده علي اليمين مشاهد
هامه جدا لاحد اعياد الفيضان في مصر القديمه ومناظر الموكب المقدس للاله آمون رع
من سفن يجرها الكهنه من علي الارض بأحبال طويله وحاملي الطبول وحاملي القرابين
المختلفه وكافه انشطه هذا العيد تأكلها الاملاح التي يخلفها نشع المياه الارضيه
علي الحائط ولايوجد اي حل لهذه الكارثه المحققه التي ستحرمنا من هذا الاثر الرائع
واني لاقترح ان تنقل هذه الاحجار الي المتحف او علي الاقل عزلها من اسفل بمواد
عازله للمياه الجوفيه .
ثم تتجه الي عمق المعبد وتشير الي مشروع تفكيك اعمده
الفناء المفتوح علي يسار الداخل للفناء المفتوح للملك امن حتب الثالث بين عامي
1994 و 1997 واعاده بناءهم مره اخري علي قواعد اقوي تستطيع مقاومه المياه الارضيه
.
وتشير الي قصه مشهوره جدا حدثت عام 1989 وهو اكتشاف من
اعظم الاكتشافات تحت ارضيه زاويه الفناء المفتوح يمين الداخل حيث تسببت دراسه
ارتفاع منسوب المياه في هذا المكان بقياسها بعصا معدنيه بأدخالها في الارض لقياس
كم هو بعد المياه الجوفيه عن سطح الارض الي اكتشاف خبيئه مكونه من 24 تمثالا من
اروع ما اكتشف من التماثيل من العصور القديمه وهي معروضه الان في متحف الاقصر .
وبعد الانتهاء من هذه القصص تدخل الي مايسمي المعبد
الروماني وتشير الي نقوش القياصره المؤلهين علي الحوائط للمعبد بعد تغطيها بالجبس
وتشير الي المحراب والعمودين المقيمن علي اليمين واليسار ولهم الشكل الروماني .
وتدلف داخلا الي قدس الاقداس حيث تشرح مناظر القرابين
للملك امن حتب الثالث واقدم جدول علي الحائط يبين كميات القرابين المطلوبه ومن
ضمنها أبقارمذبوحه من رقبتها بدون فصل الرقبه عن الجسد ٍ وهنا يجدر الاشاره الي
تقدم علم التشريح في العصور القديمه في مصر والي تفيد ان طريقه الذبح منذ فجر
التاريخ في مصر هي قطع شرايين الرقبه وليس فصل الرقبه عن الجسد او تخدير الحيوان
او صعقه بالكهرباء وتشرح الفائده الصحيه من الحصول علي لحم خالي من الدماء حيث
يعطي المخ اشاره الي القلب ليضخ المزيد من الدماء الي هذا الجرح في الرقبه ويصمت
القلب والمخ بشكل تلقائي بعد نفاذ الدم من جسد الضحيه وبذلك يضمن الانسان لحما
خاليا من الدم الذي يجري فيه انواع كثيره من الفيروسات المميته .
وفي قلب المعبد نري احد الاعاجيب المعماريه وهي وجود عدد
اثنين قدس اقداس داخل بعضهم البعض ويفصل بينهما الف عام من الزمن وهو قدس الاقداس
للاسكندر الاكبر القرن الرابع قبل الميلاد وهو المبني في داخل قدس اقداس المعبد
الاصلي الذي يرجع تاريخه الي القرن الرابع عشر قبل الميلاد ويتلاحظ علي جدرانه ان
هذا الحاكم اليوناني قد توج كملك علي مصر كأبن للاله آمون رع وقد اتخذ جميع ملابس
وشارات الملك الفرعونيه كأحد ملوك مصر حتي انه قد كتب اسمه بالحروف الهيروغليفيه
في داخل الخرطوش الذي يعلوا رأسه و ان هذه المقصوره هي قدس اقداس اخر قدمه
الاسكندر هديه لثالوث طيبه وبناه في داخل قدس الاقداس الرئيسي للمعبد مما يجعله
احد اعاجيب الزمان اذ يري السائح بنائين لقدس الاقداس بداخل بعضهم البعض ويفرق
بينهم الزمان بألف سنه اذ يرجع قدس اقداس امن حتب الثالث الي القرن الرابع قبل
الميلاد ويرجع قدس اقداس الاسكندر الي القرن الرابع قبل الميلاد .
وهنا تنتهي الجوله في معبد الاقصر ويمكن اعطاء السائح
فسحه ليتجول هو بنفسه قبل الانصراف مع بقيه الجروب الي مكان اقامته او الي المكان
التالي في البرنامج .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق